ما هو سرطان الرحم؟
يعتبر سرطان الرحم من أكثر أنواع السرطان انتشارا. و يطلق عليه في بعض الأحيان سرطان بطانة الرحم. و يبدأ في خلايا بطانة الرحم التي تمثل الغشاء المُبطن للرحم. و بالرغم من أن تشخيص المرض ليس سهلاً إلا أن أغلب الحالات يتم اكتشافها في المراحل الأولى من المرض و بالتالي تكون فرصة العلاج و الشفاء كبيرة. أسباب سرطان الرحم: في الأحوال الطبيعية تنمو خلايا الجسم و تنقسم عندما يحتاج الجسم إلى ذلك. و عندما تكبر هذه الخلايا و تصل إلى حد معين تبدأ تموت و تحل محلها الخلايا الجديدة. و أحيانا يحدث خلل ما في تلك العملية الطبيعية. فتبدأ الخلايا في الانقسام دون أن يحتاجها الجسم و في نفس الوقت لا تموت الخلايا القديمة التي انتهى عمرها الافتراضي. و تبدأ تلك الخلايا الزائدة عن حاجة الجسم في تكوين كتلة من نسيج غير طبيعي و هو الورم. و في هذه الحالة يكون هذا الورم إما حميد أو خبيث أي سرطاني. و بالطبع يكون الورم السرطاني أكثر خطورة حيث لا يتوقف انقسام الخلايا و يبدأ في مهاجمة الأعضاء المجاورة له و القضاء عليها. كذلك يبدأ في الانتشار إلى أماكن و أعضاء أخرى بالجسم ليُكون العديد من الأورام السرطانية في أعضاء الجسم المختلفة. و في حالة سرطان بطانة الرحم تنمو الخلايا السرطانية في البطانة الداخلية للرحم. و يُعتقد أن مستوى هرمون الإستروجين له دور في حدوث سرطان بطانة الرحم فزيادة مستوى هرمون الإستروجين لأي سبب ما يزيد من خطورة الإصابة بالمرض. و هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الرحم، و هي: • السن المتقدم، فأغلب حالات سرطان بطانة الرحم تحدث للسيدات بعد سن 55 عاما. • بدء الدورة الشهرية مبكرا (قبل سن 12 عام). • تأخر سن اليأس (سن انقطاع الحيض). • السيدات اللاتي لم يحدث لهن حمل مطلقا. • عدم انتظام التبويض بسبب الإصابة بتكيس المبايض. • السمنة. • الإصابة بمرض السكري. • الإصابة بأورام المبايض. • وجود إصابة سابقة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض. أعراض سرطان الرحم أغلب حالات سرطان بطانة الرحم تحدث في السيدات بعد سن انقطاع الطمث. و عادة يكون العرض الأول للإصابة بالمرض وجود نزيف مهبلي غير طبيعي. و تتضمن أعراض سرطان بطانة الرحم الآتي: • نزيف مهبلي بعد سن انقطاع الطمث. • طول فترة الحيض (زيادة عدد أيام نزول دم الدورة الشهرية). • وجود نزيف مهبلي بين الدورة الشهرية و التي تليها. • وجود إفرازات مهبلية غير طبيعية. • ألم في منطقة الحوض. • فقدان الوزن دون وجود سبب واضح. تشخيص سرطان بطانة الرحم يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض فيقوم بفحص الرحم من حيث الشكل و الحجم و أي تغيرات به. و يتم تأكيد التشخيص من خلال إجراء بعض الفحوصات. أشعة الموجات فوق الصوتية من خلال المهبل Transvaginal ultrasound: تتم باستخدام أداة صغيرة (مجس) إلى المهبل يتم من خلالها رؤية الرحم على الأشعة التلفزيونية. و يمكن من خلالها تحديد سمك و قوام بطانة الرحم و تحديد أي مظاهر غير طبيعية بالرحم. عينة( خزعه ) من بطانة الرحم Endometrial biopsy: يتم أخذ عينة من خلايا بطانة الرحم ليتم فحصها تحت الميكروسكوب للبحث عن وجود أي خلايا غير طبيعية في خلايا بطانة الرحم. التوسيع و الكحت Dilation and curettage: يتم اللجوء إليها في حالة عدم القدرة على أخذ عينة من بطانة الرحم بالطريقة التقليدية أو في حالة ظهور خلايا غير طبيعية في بطانة الرحم عند أخذ العينة منها. و تتم تحت التخدير الكلي للمريضة حيث يتم توسيع عنق الرحم بأداة معينة تسمى الموسع حتى يمكن إدخال أداة أخرى (أداة الكحت) داخل الرحم من خلال عنق الرحم و تستخدم في كحت نسيج من بطانة الرحم حتى يتم فحصه تحت الميكروسكوب. مراحل سرطان بطانة الرحم كي يتم تحديد خطة علاج سرطان بطانة الرحم يجب تحديد مرحلة المرض و معرفة إلى أي مدى انتشر إلى الأعضاء الأخرى بالجسم. و يقوم الطبيب عادة بعمل بعض الفحوصات كي يستطيع تحديد مرحلة السرطان و مدى انتشاره مثل بعض تحاليل الدم، الأشعة السينية على الصدر، الأشعة المقطعية. و مراحل سرطان بطانة الرحم هي: • المرحلة الأولى Stage I: تكون الخلايا السرطانية موجودة في الرحم فقط و لم تنتشر بعد إلى أي مكان أخر. • المرحلة الثانية Stage II: الخلايا السرطانية موجودة في الرحم و في عنق الرحم. • المرحلة الثالثة Stage III: تنتشر الخلايا السرطانية إلى الأنسجة و الأعضاء المجاورة للرحم لتصل إلى المثانة، المستقيم، و قد تصل إلى العقد الليمفاوية الموجودة في منطقة الحوض. • المرحلة الرابعة Stage IV: تنتشر الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى بالجسم. فقد تتواجد الخلايا السرطانية داخل الكبد، الرئة، أو أي أعضاء أخرى بالجسم. علاج سرطان بطانة الرحم العلاج الجراحي: أغلب حالات سرطان بطانة الرحم يستخدم فيها العلاج الجراحي. و يوجد طريقتان للجراحة: 1. استئصال الرحم فقط hysterectomy. 2. استئصال الرحم، قناتي فالوب، المبيضين، و العقد الليمفاوية hysterectomy with bilateral salpingo-oophorectomy. و في المراحل المتقدمة من المرض تحتاج المريضة بعد العلاج الجراحي إلى طرق أخرى للعلاج للقضاء على الخلايا السرطانية المنتشرة في أجزاء أخرى من الجسم، و تتضمن الآتي: العلاج بالإشعاع (العلاج الإشعاعي: (Radiotherapy : عبارة عن استعمال أشعة ذات طاقة عالية للقضاء على الخلايا السرطانية ومنعها من النمو. و هناك نوعان من العلاج الإشعاعي: 1. العلاج الإشعاعي الخارجي: يصدر الإشعاع من جهاز خارج الجسم. 2. العلاج الإشعاعي الداخلي: يتم وضع أنابيب صغيرة تحتوي على المادة الإشعاعية و تترك في منطقة الرحم. العلاج الهرموني Hormone therapy: يتم إعطاء المريضة بعض الهرمونات بجرعات عالية لإيقاف نمو الخلايا السرطانية. العلاج الكيميائي Chemotherapy: عبارة عن أدوية (مواد كيميائية) مضادة للسرطان تقوم بتدمير و القضاء على الخلايا السرطانية سريعة النمو و إيقاف نموها و انقسامها. فالخلايا السرطانية تنمو و تتكاثر و تنقسم بصورة سريعة فيعمل العلاج الكيميائي على عرقلة عملية انقسام الخلايا السرطانية و القضاء عليها. و يقوم العلاج الكيميائي بتدمير الخلايا السرطانية في كل أجزاء الجسم على عكس العلاج الإشعاعي الذي يقتصر فقط على تدمير الخلايا السرطانية في جزء محدد من الجسم. المتابعة بعد العلاج: يجب على المريضة بعد إتمام جميع مراحل العلاج المتابعة الدورية عن طريق الكشف الطبي، مسحة عنق الرحم، أشعة على الصدر، و فحوصات أخرى حتى يتم التأكد من عدم عودة السرطان مرة أخرى.